باسم الله الرحمٰــن الرحيم
انعقد الجمع العام التأسيسي لـ “مؤسسة سيدي عبد الرحمٰــن الودغيري”، في مدينة فاس في 19 فبراير 2022، وقد كان لي شرف مواكبة المراحل المختلفة التي أدت إلى هذا التأسيس. وها هو، بعد استكمال الإجراءات القانونية للحصول على الوصل النهائي، يحصل لي مجددا شرف تعييني كأول رئيس شرفي لها، بعد مصادقة المجلس الإداري على ذلك.
وقد كان تتبعي لأشغال اللجنة التي تولت صياغة القانون الأساسي لهذه المؤسسة ومشاركتي في تلك الأشغال، كلما طلب مني ذلك، ثم تتبع الإجراءات التي واكبت ذلك إلى يوم التأسيس، مناسبة للوقوف على بعض الأمور التي تبشر بالخير بالنسبة لمستقبل هذه المؤسسة الفتية.
فعلى المستوى التنظيمي وطريقة عمل اللجنة، التي تضمنت من بين أعضائها رجالا ونساء من مختلف الكفاءات، كانت السمة الغالبة هي الجدية والانضباط في العمل، خلال مدة قاربت الستة أشهر، وكان نهج التوافق هو الذي أدى إلى وضع صيغة نهائية لقانون أساسي للمؤسسة، روعيت فيه مجموعة من الاعتبارات.
فقد كانت تسمية المؤسسة موضوع تبادل للاقتراحات إلى أن حصل التوافق على نسبة المؤسسة لسيدي عبد الرحمٰــن بن يعلا الملقب بالودغيري تلك الشخصية الفذة التي خلفت أحفادا كثر، منهم من يتواجد داخل المملكة المغربية الشريفة، ومنهم من يوجد خارجها. وبذلك تكون هاته التسمية بمثابة العنصر الجامع لكل المنحدرين منه، مهما كانت الألقاب التي أضحوا يحملونها مع مرور الأزمنة والأحقاب.
كما إنه، ورغم عدم وجود مانع في القانون يحول دون إعطاء اسم “علم” على “مؤسسة”، مهما كان الداعي لذلك، فقد استحضرت اللجنة ما يمكن أن توحي به التسمية من “فئوية” أو “تمييز” يتعارضان مع ديننا الحنيف ومع روح العصر ومع المقتضيات القانونية، الدستورية منها والعادية، وهو ما كان وراء فتح باب الانخراط في وجه المنتسبين للجد الجامع سيدي عبد الرحمٰــن بن يعلا، وبدون تمييز، في وجه كل من يتقاسم مع المؤسسة المبادئ التي تقوم عليها والأهداف التي حددت لها.
ثم إنه سيتضح من خلال الاطلاع على القانون الأساسي لهذه المؤسسة وعلى هياكلها التنظيمية، التي يكون للجان دور محوري فيها، وعلى توزيع المهام بين هذه الهياكل، أنها تتوفر على الإطار القانوني الذي يؤهلها للاضطلاع بشكل كامل بالدور الموكول للمجتمع المدني وهي من بين مكوناته.
إن الخطى الرصينة والثابتة المتبعة في تأسيس “مؤسسة سيدي عبد الرحمٰــن الودغيري” وما سبقت الإشارة إليه من اعتبارات جعلتني أقبل بدون تردد مقترح تعييني كرئيس شرفي لها، وسأعمل بعون الله على أن أسدي لها ما تكون في حاجة إليه من عون في حدود المستطاع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس الشرفي : المهندس العربي الهلالي